اللاوعي عند فرويد3
صفحة 1 من اصل 1
اللاوعي عند فرويد3
لقد سبقنا بالقول أ ّ ن ا ُ لهوَ، والنّزعات ال ّ لامعقو لة المُسْتَكِنََّة في ال ّ ذات إنّما هي طاقة محض .
وبناء على المبدأ العلميّ المشهور، مبدأ انحفاظ ال ّ طاقة، فإ ّ ن تلك ال ّ طاقة المذكورة، أيّا كان زجر
الأنا لها، فلايمكن البتّة أن تذهب سُدًى، بل لا بدّ من أن تُعَبِّرَ عن نفسها بنحو من الأنحاء، أو
بشكل من الأشكال، وذلك بأن تتّخذ إحدى السّبل الآتية :
السّبيل الأوّل : إذا اشتدّت مراقبة الوعي للهُوَ، واحتدّ التوتّر وحمى الوطيس، فربّما تردّت
ال ّ ذات في حالات مرضيّة، كالهستريا، والهذيان، والعصاب، وهلمّ جرّا.
السّبيل الثّاني : قد يستغ ّ ل الهُوَ فترات غيبوبة الوعي وسهوه، في طفوَ إلى السّطح، مثل حالات
الحلم أو الزّ ّ لات، وهلمّ جرّا .
السّبيل الّثالث : وهذه ذات شأن عظيم وأكثر دواما، وذلك حينما يصير الوعي نفسه امتدادا
ل ّ لاوعي، أي حينما يتطوّر ال ّ لاوعي نفسه إلى وعي، بأن يتعالى ويتسامى، كما يحصل في الفنّ
والأدب، وك ّ ل أعمال الابداع .
إ ّ لا " ال ّ لاوعي "، وال ّ لاوعي هذا إنّما ، finalement فما الوعي إًِذا، بَأخَرَ َة
هو، على الحقيقة والتّحصيل، هويّة الوعي وماهيتها نفسها . وما الوعي أيضا إ ّ لا رمزيّة
وتعبيريّة ال ّ لاوعي. تلكم، لعمركم ماكانت إًِذا حقيقة الوعي لدى سيغموند فرويد !!؟
نقد سارتر لمقولة "ال ّ لاوعي" III
إ ّ ن أهمّ ما يمكن أن نستخلصه ممّا عرضنا من نظريّة فرويد في ال ّ لاوعي، هو ضرورة أن
نميّزه عنده بين فِعْلِيَّةِ السّلوك، وحقيقة السّلوك. ونريد بقولنا فعليّة السّلوك، الأفعال والأعمال
اّلتي يأتيها المرء، بماهي أفعال وأعمال خامّ وظاهرة متعيّنة بالإضافة لل ّ ذات، وبالإضافة إلى
ال ّ ذوات الأخرى . أمّا المُرَادُ بحقيقة السّلوك، فهو المدلول أو المعنى الحقيقيّ له، أي العّلة المتخّفية
وغير ال ّ ظاهرة فيه . فأنا، مثلا، قد آتي عملا ما، كأن أسرق كتابا من على رفّ المكتبة : وهذا
الفعل منّي، لهو، من غير ش كّ، فعلي أنا، وسلوكي أنا، متّحد بذاتي غاية الاتّحاد، ومتماه
معها. إ ّ لا أ ّ ن حقيقته نفسها، فهي ليست أنا، وذلك لأ ّ ن ما قد يَُفسِّرُ مثل ذلك العمل منّي
ليست فحسب تلك ال ّ ظاهرة في مُجَرَّدِيَّتِهَا، بل شيء آخر، أحقّ وأكثر فعليّة، وهو الهُ و. فأنا
هو اّلذي، بلا ش كّ قد سرق الكتاب، تماما مثلما أ ّ ن هذا الفانوس، بلا شكّ، هو اّلذي
يضيء. لكنّماأصل الإضاءة في الفانوس، ليس هو الفانوس نفسه، بل هو الموّلد الكهربائيّ، أي
أ ّ ن الفانوس إنّما هو فقط مجرّد متلّقي سلبيّ لفعل الموّلد الكهربائيّ، فيلزم من ذلك أنّه ليس
هو اّلذي يضيء بالحقيقة، أي أنّه ليس الفانوس اّلذي يفعل فعل الإضاءة، أو، بعبارة أخرى،
ليس الفانوس اّلذي يسلك سلوك الإضاءة . وكذلك الأمر فيما يتعّلق بفعل سرقة الكتاب،
فلست أنا اّلذي سلك ذلك السّلوك. يقول سارتر " إنّما أنا هو ظواهري النّفسيّة نفسها من
حيث أعايناها في حقيقتها الموعى ﺑﻬا : فأنا، مثلا، هذا الدّافع لسرقة ذلك الكتاب من على
الرفّ. إنّني متّحد به، واتّحد به بغاية اقتراف فعل السّرقة . لكنّ ك ّ ل تلكم الواقعات النّفسيّة
ليست هي أنا، لِمَا كنت أتلّقاها سَلْبِيَّ التلّقي، فأكون مضطرّا عندها لأن أضع الفرضيّات في
أصلها وفي معانيها الحقيقيّة ... ففعل السّرقة ذاك، إنّما هو في حقيقته صيرورة متفرّعة من فعل
." ( JEAN-PAUL معاقبة ال ّ ذات، ذات نسبة بمسألة عقدة أوديب
SARTRE, L'être et Le néant.)
وبناء على المبدأ العلميّ المشهور، مبدأ انحفاظ ال ّ طاقة، فإ ّ ن تلك ال ّ طاقة المذكورة، أيّا كان زجر
الأنا لها، فلايمكن البتّة أن تذهب سُدًى، بل لا بدّ من أن تُعَبِّرَ عن نفسها بنحو من الأنحاء، أو
بشكل من الأشكال، وذلك بأن تتّخذ إحدى السّبل الآتية :
السّبيل الأوّل : إذا اشتدّت مراقبة الوعي للهُوَ، واحتدّ التوتّر وحمى الوطيس، فربّما تردّت
ال ّ ذات في حالات مرضيّة، كالهستريا، والهذيان، والعصاب، وهلمّ جرّا.
السّبيل الثّاني : قد يستغ ّ ل الهُوَ فترات غيبوبة الوعي وسهوه، في طفوَ إلى السّطح، مثل حالات
الحلم أو الزّ ّ لات، وهلمّ جرّا .
السّبيل الّثالث : وهذه ذات شأن عظيم وأكثر دواما، وذلك حينما يصير الوعي نفسه امتدادا
ل ّ لاوعي، أي حينما يتطوّر ال ّ لاوعي نفسه إلى وعي، بأن يتعالى ويتسامى، كما يحصل في الفنّ
والأدب، وك ّ ل أعمال الابداع .
إ ّ لا " ال ّ لاوعي "، وال ّ لاوعي هذا إنّما ، finalement فما الوعي إًِذا، بَأخَرَ َة
هو، على الحقيقة والتّحصيل، هويّة الوعي وماهيتها نفسها . وما الوعي أيضا إ ّ لا رمزيّة
وتعبيريّة ال ّ لاوعي. تلكم، لعمركم ماكانت إًِذا حقيقة الوعي لدى سيغموند فرويد !!؟
نقد سارتر لمقولة "ال ّ لاوعي" III
إ ّ ن أهمّ ما يمكن أن نستخلصه ممّا عرضنا من نظريّة فرويد في ال ّ لاوعي، هو ضرورة أن
نميّزه عنده بين فِعْلِيَّةِ السّلوك، وحقيقة السّلوك. ونريد بقولنا فعليّة السّلوك، الأفعال والأعمال
اّلتي يأتيها المرء، بماهي أفعال وأعمال خامّ وظاهرة متعيّنة بالإضافة لل ّ ذات، وبالإضافة إلى
ال ّ ذوات الأخرى . أمّا المُرَادُ بحقيقة السّلوك، فهو المدلول أو المعنى الحقيقيّ له، أي العّلة المتخّفية
وغير ال ّ ظاهرة فيه . فأنا، مثلا، قد آتي عملا ما، كأن أسرق كتابا من على رفّ المكتبة : وهذا
الفعل منّي، لهو، من غير ش كّ، فعلي أنا، وسلوكي أنا، متّحد بذاتي غاية الاتّحاد، ومتماه
معها. إ ّ لا أ ّ ن حقيقته نفسها، فهي ليست أنا، وذلك لأ ّ ن ما قد يَُفسِّرُ مثل ذلك العمل منّي
ليست فحسب تلك ال ّ ظاهرة في مُجَرَّدِيَّتِهَا، بل شيء آخر، أحقّ وأكثر فعليّة، وهو الهُ و. فأنا
هو اّلذي، بلا ش كّ قد سرق الكتاب، تماما مثلما أ ّ ن هذا الفانوس، بلا شكّ، هو اّلذي
يضيء. لكنّماأصل الإضاءة في الفانوس، ليس هو الفانوس نفسه، بل هو الموّلد الكهربائيّ، أي
أ ّ ن الفانوس إنّما هو فقط مجرّد متلّقي سلبيّ لفعل الموّلد الكهربائيّ، فيلزم من ذلك أنّه ليس
هو اّلذي يضيء بالحقيقة، أي أنّه ليس الفانوس اّلذي يفعل فعل الإضاءة، أو، بعبارة أخرى،
ليس الفانوس اّلذي يسلك سلوك الإضاءة . وكذلك الأمر فيما يتعّلق بفعل سرقة الكتاب،
فلست أنا اّلذي سلك ذلك السّلوك. يقول سارتر " إنّما أنا هو ظواهري النّفسيّة نفسها من
حيث أعايناها في حقيقتها الموعى ﺑﻬا : فأنا، مثلا، هذا الدّافع لسرقة ذلك الكتاب من على
الرفّ. إنّني متّحد به، واتّحد به بغاية اقتراف فعل السّرقة . لكنّ ك ّ ل تلكم الواقعات النّفسيّة
ليست هي أنا، لِمَا كنت أتلّقاها سَلْبِيَّ التلّقي، فأكون مضطرّا عندها لأن أضع الفرضيّات في
أصلها وفي معانيها الحقيقيّة ... ففعل السّرقة ذاك، إنّما هو في حقيقته صيرورة متفرّعة من فعل
." ( JEAN-PAUL معاقبة ال ّ ذات، ذات نسبة بمسألة عقدة أوديب
SARTRE, L'être et Le néant.)
عاشق الروح- المدير العام للمنتدى
-
عدد المساهمات : 336
نقاط : 6053
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/06/2009
العمر : 53
الموقع : مصر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد سبتمبر 02, 2018 9:06 am من طرف basaief
» البقدونس وفوائدة الصحية
الخميس أغسطس 18, 2016 8:56 am من طرف admin
» تفاصيل تحديث Windows 10 anniversary update
الخميس أغسطس 18, 2016 8:54 am من طرف admin
» حيوان الشيب
الثلاثاء مايو 31, 2016 10:27 am من طرف admin
» بشرة رائعة مع ماسك القهوة
الثلاثاء مايو 31, 2016 9:35 am من طرف admin
» اســـــــــكندرية يا مدينتــى
الجمعة أبريل 29, 2016 4:38 am من طرف admin
» نوستراداموس و قدرته على التنبؤ بالمستقبل
الجمعة أبريل 29, 2016 4:37 am من طرف admin
» رياضة اليوجا
السبت يوليو 25, 2015 1:33 am من طرف ola
» كيفية ازالة الخدوش من علي شاشة الهاتف و شاشة الكمبيوتر
السبت يوليو 25, 2015 12:48 am من طرف ola