التفرقة بين الماهية والوجود
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
التفرقة بين الماهية والوجود
ذكر أرسطو في أوّل مقالة الجيم ممّا بعد ال ّ طبيعة بأنّه يوجد علم موضوعه الوجود بما
هو موجود، وهو الفلسفة الأولى ١. وهذا التّعريف شأنه أنّه يحتمل تأو يلين ظاهرين وهما :
إمّا أنّه يُرَادُ بالوجود من حيث هو موجود، الوجود الأ ّ تم والأشرف في مراتب الوجود
كّلها، أي صورة الصّور، والمبدأ الأوّل، والمحرّك اّلذي لا يتحرّك في رأي أرسطو،
فيحصل أ ّ ن موضوع الفلسفة الأولى لا يخرج عن أن يكون موضوعا جزئيّا مخصوصا
. كسائر العلوم الأخرى، وإن كان موضوعها هو أكمل من مواضيعها كّلها ٢
وإمّا أن يُرَادَ به عموم الوجود اّلذي هو سَارٍ في الأشياء كّلها، وهذه الأشياء إذا نُظِرَ
إليها فيما يخصّها كانت مواضيع علوم جزئيّة تختصّ باختصاصها، وإذا نُظِرَ إليها فيما
يعمّها كّلها، كان ما يعمّها هو هذا الموضوع الأوّل لعلم الوجود بما هو موجود، لأنّه
علم لا يفحص في مَوْجُودٍ مَوْجُودٍ من جهة ما هو هو، و في ما يعرض له من خواصّ
تلزمه بما هو هو، وإنّما ينظر في الموجود من جهة ما هو موجود، أي أنّه إنّما نظره في
وجود الشّيء، لا في الشّيء الموجود . وهذا ال ّ طريق الّثاني في تأويل ما سبق من تعريف
. أرسطو للفلسفة الأولى هو ممّا كان قد ذهب إليه الشّيخ الرّئيس ابن سينا ٣
ولأ ّ ن الوجود ما خُصَّ بكونه موضوعا أوّلا للفلسفة الأولى إ ّ لا لأ ّ ن ك ّ ل الموجودات
إنّما تندرج تحته، وإن كان اندراجها من ضرب غير ضرب اندراج الأنوا ع تحت جنس
واحد، وإنّما فقط كأنّه كذلك ٤، فهي إًذا كّلها إنّما هي أق ّ ل بيانا منه، فهو أظهر منها
جميعا، فلا شيء إًذا بأعرف من الوجود. وإذا كان لا شيء أعرف من الوجود، فلا
شيء قد يعرّف الوجود، ولا دليل عليه إ ّ لا نفسه، فإًذا الوجود هو بديهيّ، وهو أوّل ما
تستحضره النّفس من معنى ٥. وإذا لم نعوّل إ ّ لا على هذا المعنى البديهيّ اّلذي هو أوّل ما
تستحضره النّفس، واقتصرنا على النّظر فيه، فإنّه سوف يتبدّى لنا تبدّيا ظاهر البيان بأ ّ ن
الوجود بما هو هو، غير الوجود بنحو ما، وأ ّ ن الأوّل مطلق، والّثاني مقيّد، وتقيّده لا
يكون له بما هو هو، وإنّما بما هو وجود مُخَصَّصٌ، وتخصّص الوجود إنّما يعتوره عند
انضياف معنى آخر، وهذا المعنى الآخر هو غير الوجود . لكن هذه التّفرقة بين الوجود
والمعنى الآخر لم تزل بعد غير التّفرقة الحقيقيّة المقصودة بين الماهية والوجود . من أجل
هو موجود، وهو الفلسفة الأولى ١. وهذا التّعريف شأنه أنّه يحتمل تأو يلين ظاهرين وهما :
إمّا أنّه يُرَادُ بالوجود من حيث هو موجود، الوجود الأ ّ تم والأشرف في مراتب الوجود
كّلها، أي صورة الصّور، والمبدأ الأوّل، والمحرّك اّلذي لا يتحرّك في رأي أرسطو،
فيحصل أ ّ ن موضوع الفلسفة الأولى لا يخرج عن أن يكون موضوعا جزئيّا مخصوصا
. كسائر العلوم الأخرى، وإن كان موضوعها هو أكمل من مواضيعها كّلها ٢
وإمّا أن يُرَادَ به عموم الوجود اّلذي هو سَارٍ في الأشياء كّلها، وهذه الأشياء إذا نُظِرَ
إليها فيما يخصّها كانت مواضيع علوم جزئيّة تختصّ باختصاصها، وإذا نُظِرَ إليها فيما
يعمّها كّلها، كان ما يعمّها هو هذا الموضوع الأوّل لعلم الوجود بما هو موجود، لأنّه
علم لا يفحص في مَوْجُودٍ مَوْجُودٍ من جهة ما هو هو، و في ما يعرض له من خواصّ
تلزمه بما هو هو، وإنّما ينظر في الموجود من جهة ما هو موجود، أي أنّه إنّما نظره في
وجود الشّيء، لا في الشّيء الموجود . وهذا ال ّ طريق الّثاني في تأويل ما سبق من تعريف
. أرسطو للفلسفة الأولى هو ممّا كان قد ذهب إليه الشّيخ الرّئيس ابن سينا ٣
ولأ ّ ن الوجود ما خُصَّ بكونه موضوعا أوّلا للفلسفة الأولى إ ّ لا لأ ّ ن ك ّ ل الموجودات
إنّما تندرج تحته، وإن كان اندراجها من ضرب غير ضرب اندراج الأنوا ع تحت جنس
واحد، وإنّما فقط كأنّه كذلك ٤، فهي إًذا كّلها إنّما هي أق ّ ل بيانا منه، فهو أظهر منها
جميعا، فلا شيء إًذا بأعرف من الوجود. وإذا كان لا شيء أعرف من الوجود، فلا
شيء قد يعرّف الوجود، ولا دليل عليه إ ّ لا نفسه، فإًذا الوجود هو بديهيّ، وهو أوّل ما
تستحضره النّفس من معنى ٥. وإذا لم نعوّل إ ّ لا على هذا المعنى البديهيّ اّلذي هو أوّل ما
تستحضره النّفس، واقتصرنا على النّظر فيه، فإنّه سوف يتبدّى لنا تبدّيا ظاهر البيان بأ ّ ن
الوجود بما هو هو، غير الوجود بنحو ما، وأ ّ ن الأوّل مطلق، والّثاني مقيّد، وتقيّده لا
يكون له بما هو هو، وإنّما بما هو وجود مُخَصَّصٌ، وتخصّص الوجود إنّما يعتوره عند
انضياف معنى آخر، وهذا المعنى الآخر هو غير الوجود . لكن هذه التّفرقة بين الوجود
والمعنى الآخر لم تزل بعد غير التّفرقة الحقيقيّة المقصودة بين الماهية والوجود . من أجل
عاشق الروح- المدير العام للمنتدى
-
عدد المساهمات : 336
نقاط : 6059
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/06/2009
العمر : 53
الموقع : مصر
رد: التفرقة بين الماهية والوجود
متعة العلم ليس لها حدود
وفى انتظار المزيد
من علمك النافع
وفى انتظار المزيد
من علمك النافع
عاشق عيونك- عضو محترف
-
عدد المساهمات : 40
نقاط : 5356
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 15/11/2009
رد: التفرقة بين الماهية والوجود
شرح رائع وبسيط
ودما فى الانتظار
تقبل ارق تحياتى الك
ودما فى الانتظار
تقبل ارق تحياتى الك
لؤلؤة- عضو محترف
- عدد المساهمات : 191
نقاط : 5640
السٌّمعَة : 19
تاريخ التسجيل : 02/11/2009
رد: التفرقة بين الماهية والوجود
اشكركم على مروركم الكريم وفقنا الله جميعا لما يحب ويرضى
عاشق الروح- المدير العام للمنتدى
-
عدد المساهمات : 336
نقاط : 6059
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/06/2009
العمر : 53
الموقع : مصر
مواضيع مماثلة
» التفرقة بين الماهية والوجود3
» التفرقة بين الماهية والوجود4
» التفرقة بين الماهية والوجود5
» التفرقة بين الماهية والوجود2
» التفرقة بين الماهية والوجود4
» التفرقة بين الماهية والوجود5
» التفرقة بين الماهية والوجود2
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد سبتمبر 02, 2018 9:06 am من طرف basaief
» البقدونس وفوائدة الصحية
الخميس أغسطس 18, 2016 8:56 am من طرف admin
» تفاصيل تحديث Windows 10 anniversary update
الخميس أغسطس 18, 2016 8:54 am من طرف admin
» حيوان الشيب
الثلاثاء مايو 31, 2016 10:27 am من طرف admin
» بشرة رائعة مع ماسك القهوة
الثلاثاء مايو 31, 2016 9:35 am من طرف admin
» اســـــــــكندرية يا مدينتــى
الجمعة أبريل 29, 2016 4:38 am من طرف admin
» نوستراداموس و قدرته على التنبؤ بالمستقبل
الجمعة أبريل 29, 2016 4:37 am من طرف admin
» رياضة اليوجا
السبت يوليو 25, 2015 1:33 am من طرف ola
» كيفية ازالة الخدوش من علي شاشة الهاتف و شاشة الكمبيوتر
السبت يوليو 25, 2015 12:48 am من طرف ola