تصبحون على خير يا عرب

أكبر مؤامرة تعرض لها الوطن العربى ، تجريد كلمة مؤامرة نفسها من معناها .

حتى اصبحت بحكم تطيبعنا معها لا تستدعى الحذر ولا الحيطة مما يدبر ضدنا بقدر ما تثير الا ستخفاف والتهكم ممن يصيح بملئ صوتة (يا ناس .. ياعالم ... انها مؤامرة !)

لفرط ما استنجد بها حكامنا كلما هددت كراسيهم ، واجدين فيها الذريعة المثلى لتخوين من يعارضهم والفتك به ، لفرط ما رددناها حقآ وباطلآ ، لفرط ما علقنا عليها عجزنا وتناحرنا ولفرط ما تآمرنا على أنفسنا ، وتآمرنا مع أعدائنا علينا على بعضنا البعض وقعنا بملء وعينا فى فخ المؤامرة الكبرى .

مثل الرجل الذى كان يتسلى باخافة الناس مدعيآ نزول الذئب الى القرية ولما جاء الذئب فعلا ورآه بعنية على وشك الانقضاض عليه راح يصيح بالناس ان يلحقوه لكن لا احد جاء لنجدته ، وقضى الرجل فريسة أكاذيبة .

ها هو الذئب يطبق فكيه علينا ، ولن يوجد من يصدقنا اذا صحنا .. أننا ضحية مؤامرة كاملة ،لم يعرف العالم اكبر منها ولا أكثر خبثآ فى استراتيجيتها التدميرية المتقنة .

فالمؤامرة المباركة ، ذات الذرائع الخيرية حيكت لنا على على ايدى حماة الديمقراطية ورعاة الانسانية .. الثوب .. الكفن المفصل على قياس تهورنا وسذاجتنا وتذاكينا .. تم تصميمه قبل نصف قرن ، برؤية اسرائيلية على يد مصمم تاريخ الشرق الاوسط (العزيز هنرى ) أثناء سباتنا الشتوى التاريخى لكن ..
لا يلام الذئب فى عدوانه
ان يك الراعى عدو الغنم
هل نلوم أعداءنا وقد سلمنا رعاتنا قطعانآ جاهزة للذبح حينآ قربانآ للديمقراطية ، وحينآ فداء الشرق الأوسط الجديد .. الذى قد لا يكون فيه مكان للعرب ؟

أمن أجل الديمقراطية نرى كل يوم نحر واذلال العراقيين وقتلهم وتجويعهم وتشريدهم ؟

فى كل بلاد رعاة الديمقراطية وأوليائها . الانسان أهم من الديمقراطية لانه الغاية منها ، والمواطن اهم من الوطن ، حتى ان خطف مواطن واحد أو قتله على يد العدو يعتبر قضية وطنية ينحاز له وطن بأكملة ، وتتغير سياسات خارجية ، الا عندما يتعلق الامر بنا .عندها يجوز لهؤلاءالمبشرين أنفسهم لأن يشرعوا لتوظيف كل تكنولوجيا الدمار والقتل والتعذيب فى نشر فضائل الديمقراطية .

اذا ادركنا الحقيقة سنرى ان الذئب لايأتى الا بتواطؤ من الراعى وان قدر الوطن العربى ايقاظ شهية الذئاب الذين يتكاثرون عليه كلما ازداد انقسامآ ..ماعاد من ابواب لنا ، هم اجتازوا بواباتنا وحدودنا . ارضنا وجونا وبحرنا ، وطنا وطنا يستفردون بنا ينهبون ثرواتنا .. يسرقون آثارنا ..يغتالون علماءنا .. يشعلون الفتنة بيننا .. يصطادوا أرواح صحافيينا .. ويشترون ذمم الاقلام والاعلام .

نحن فى أزهى عصور عروبتنا .. فى امكاننا مواصلة التشخير حتى المؤامرة المقبلة .

المقبلة حتمآ فالذئب يجوب وطننا ويأكل منا من يشاء عراق .. فلسطين .. لبنان .. سودان .وغيرها كثير .

ولكن السؤال من جاء بالذئب ؟ بل كيف مكناه منا الى هذا الحد ؟

حكمة قديمة يمكن تكون هى الجواب على السؤال .

(يأكلك الذئب ان كنت مستيقظآ . وسلاحك ليس فى يدك .. ويأكلك الذئب اذا كنت نائمآ ونارك مطفأة )

ربنا يخلى لنا نور التلفاز فقد أطفأنا كل ما عداه .. حتى لا يفوتنا (الخبر العاجل ) الذى يعجل نهايتنا كل يوم

واخيرآ اقول تصبحون على خير ياعرب !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

شكرا موضعك الذى يعبر عن حال العرب

وحيمنا يستقيظ العرب من نومهم العميق

قد لا يكون هناك وقت كافى لتصحيح العيوب

شكرا على موضعك القيم