رمـــــــــــــــــــــز الحـــــــــــــــــــــــــياة
مـــــــــــــــــــــــــرحبا بك فى اكبر تجمع عربى.شاركنا فى احلى تجمع

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

رمـــــــــــــــــــــز الحـــــــــــــــــــــــــياة
مـــــــــــــــــــــــــرحبا بك فى اكبر تجمع عربى.شاركنا فى احلى تجمع
رمـــــــــــــــــــــز الحـــــــــــــــــــــــــياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

النموذج الأرتكاسى (1)

اذهب الى الأسفل

النموذج الأرتكاسى (1) Empty النموذج الأرتكاسى (1)

مُساهمة من طرف ramz الأربعاء يونيو 24, 2009 4:13 am

تحليل النموذج الارتكاسي:
إن ما يميز الإنسان في نظر نيتشه عن غيره من الكائنات الحية الأخرى، هو أنه الكائن الوحيد الذي قد تنقلب فيه الحياة ضد نفسها. فهو الوحيد الذي له قابلية واستعداد لكي يصير ارتكاسيا، فيقاوم الحياة ويعلن الحرب على شروطها ويعمل على استئصال شأفة الرغبة فيها. هذا النزوع الارتكاسي يتمثل إذن في تبخيس الحياة. وهذه النزعة تبقى استعدادا لدى الإنسان لأنه كائن رغبة وإرادة، رغبته عوز أبدي وإرادته لا محدودة ولا نهائية مما يجعله يبتعد باستمرار عن ذاته. وفي هذا الابتعاد عن الذات توجد إمكانية الانحراف أو الانحلال la dégéneressence والتي في مداها الأقصى قد تتخذ شكل "إرادة الإرادة"، أي شكل إرادة عدمية ورغبة في الموت [2].فلنقل إذن بأن هذه القابلية الارتكاسية تفيد بأن الإنسان تحذوه قوى ارتكاسية des forces réactives قد تجد مصدرها في اللغة أو في الاجتماع أو الوعي أو الذاكرة...فالذاكرة مثلا هي قوة فاعلة حينما تكون ذاكرة للمستقبل، وحينما تكون مستودعا احتياطيا يمدّنا بالطاقة الضرورية للخلق والابتكار والتجديد. لكنها قد تصير قوة ارتكاسية حينما تغدو نكوصية مشدودة إلى الماضي حيث تغلق نوافذها التي تطل بها على الحاضر والمستقبل. الوعي أيضا يمكن أن يصير ارتكاسيا حينما يصبح وعيا شقيا فيكون مصدرا للألم وللكراهية والحقد [3]. كما أنه في أصل الحياة داخل المجتمع توجد إرادة ارتكاسية une volonté réactive تتمثل في "هستيريا الخوف من الآخر" La xénophobie التي تسري داخل كل فرد من أفراد المجتمع. وهذا الخوف هو الذي يدفع بالأفراد باتجاه التشكّل في قطيع l a grégaritè كحصانة ضد الطارئ، والمفاجئ، والمختلف، والغريب . ويحاول المجتمع تصعيد ذلك الخوف عبر تقوية الإحساس بالأمن والاستقرار والوحدة، وعبر تكوين حسّ مشترك وقيم مشتركة توحي بالهوية الواحدة المتجانسة. وهذا ما تقوم به اللغة بتواطؤ مع النحو والمنطق والأخلاق - نيتشه يتحدث عن "المرض النشوئي للغة" la maladie native du langage من حيث أنها تحمل في أعماق سننها الخوف والعجز والضغينة. ويتحدث عن "النحو""كميتافيزيقا للشعب" [4]. كما يتحدث عن "المفهوم "كمقبرة للحدوس الحسّية" le sépulcre des intuitions.
وإذا كان الإنسان له قابلية لأن يصير ارتكاسيا، ففي ظل أية شروط وظروف يصير بالفعل ارتكاسيا ؟ كيف تنشأ إمكانية ضياع الذات والانفصال عن الحياة ؟ أو بعبارة أخرى كيف تنتصر القوى الارتكاسية على القوى الفاعلة فتشكّل نموذجا ارتكاسيا متحكّما في السلوك ومحدّدا للفكر، بل ومحرّكا للتاريخ الحديث والمعاصر؟[5].
في التيبولوجية النيتشوية يتم التمييز بين نمطين من إرادة القوة: الإرادة الإنكارية والإرادة التوكيدية. الأولى تقوم على تبخيس الحياة ونفيها والثانية تقوم على تثمين الحياة وتوكيدها. الأولى صادرة عن حياة مريضة أصابها الوهن والضعف والعياء فلم تعد بقادرة على توكيد الحياة لأنها مليئة بالمفارقات والتناقضات، ومصدرا للشر والألم، ولهذا أصبحت خالية من القيمة ولم تعد تستحق أن تعاش. أما الإرادة الثانية فهي صادرة عن حياة قوية وسليمة وتتمتع بصحة جيدة، ولهذا فهي منفتحة على الحياة وتسعى إلى توكيدها بكل اختلافاتها وتناقضاتها، وبكل آلامها وأفراحها دون نقص وبدون أدنى شعور بالدونية والخطيئة. الإرادة الأولى هي إرادة الضعيف والإرادة الثانية هي إرادة القوي، على ألا يفهم هنا الضعف والقوة بالمعنى الاجتماعي أو السياسي أو البيولوجي، بل بمعناهما النيتشوي والذي يتحدد بنوع العلاقة التي يقيمها الكائن مع الحياة والوجود، حيث نفي الوجود وإنكار الحياة هو ضعف، وتوكيد هما والانفتاح عليهما يعدّ قوة. أو بالمعنى الهيدغري المتمثّل في مدى قدرة الكائن على تحقيق توافق أو مصالحة بين ماهية الكائن وقدر الوجود [6]. فمن يحقق ذلك التوافق فهو قوي وبالتالي كائن فاعل، ومن لا يستطيع ذلك فهو كائن ارتكاسي منغلق على الوجود ومضاد للحياة [7].
تصير إرادة الانسان ارتكاسية حينما يهيمن على نشاطها عمل السلب والنفي والإنكار[8]. ويهيمن السلب على نشاط الكائن حينما تصاب حياته بالوهن فيعجز عن توكيد ذاته في الوجود، فيكون في حاجة إلى التعلق بأوهام تقدّم ذاتها في صورة قيم ومثل عليا مفارقة، يتخذها كأقنعة وكمبررات يعلن باسمها "الجهاد" ضد الحياة، والحرب ضد الوجود [9]. إن الذي ينكر الحياة ويبخسها هو من تكون حياته منحلّة ومنحطة، ومن ثم فهاجسه هو الحفاظ على نموذجه بجعل القوى الارتكاسية تنتصر فيه على القوى الفاعلة. وتعثر القوى الارتكاسية على حليفها لتحقيق ذلك الانتصار فيما يسميه نيتشه "بالمثل الأعلى الزهدي" idéal ascétique l’ أو "إرادة العدم" . وليست هذه الأخيرة سوى القوة المنتجة والمنشّطة لجميع القيم والمثل العليا. سلاحها في ذلك هو جعل الحياة تخضع لهيمنة القوى الارتكاسية وذلك عبر توظيف آلية "فصل القوى الحيوية الفاعلة عما تستطيعه" [10]. كل قوة فاعلة يتم فصلها عما تستطيعه، تحرم من شروط ممارستها لنشاطها الحر، فتصير قوة ارتكاسية. بتعبير آخر، كل قوة يتم حرمانها من الشروط التي تمكنها من إشباع حاجاتها ورغباتها، تصير تحت ضغط الحرمان وأيضا تحت تأثير الاستيهام والتضليل الإيديولوجي، قوة منقلبة ضد ذاتها وموجّهة ضد الحياة. وتتبلور هذه القوة في ثلاثة مظاهر أساسية متداخلة ومتكاملة هي على التوالي: الذحل أو الضغينة le ressentiment،والوعي الشقي la conscience malheureuse،والمثل الأعلى الزهدي. وهذه المظاهر الثلاثة تشكّل في مجموعها النموذج الارتكاسي[11]. فليس النموذج الارتكاسي سوى عملية تأويل وتقويم الحياة والوجود من زاوية الضغينة أو الوعي الشقي أو المثل الأعلى الزهدي. ومن داخل هذا المنظار السيكلوجي- الأخلاقي في جوهره وعمقه تبدو الحياة ظالمة وآثمة، ومصدرا لا ينتهي للألم والمعاناة. وهذا الطابع السلبي للحياة هو ما يجعلها في حاجة إلى أقنعة وتبريرات وأوهام لكي يتحملها الكائن ويقوى بواسطتها على تحمّل عبء الوجود.
يتشكّل إذن النموذج الارتكاسي بفوز القوى الارتكاسية على القوى الفاعلة وذلك عبر فصل هذه الأخيرة عما تستطيعه. ويتم ذلك الفصل بواسطة خلق أوهام تتخذ صورة قيم ومبادئ ومثل عليا مفارقة يلقّبها نيتشه بالمثل الأعلى الزهدي. ويتم توليد الوهم عبر عملية إسقاط la projection صورة التناقض على الاختلاف الأصلي بين القوى، فيصير الاختلاف الطبيعي تناقضا وشذوذا أخلاقيا. يتم توظيف عدة آليات وإجراءات لإنماء عملية الاستيهام والتوهيم: كآلية العلّية الخيالية، والوهم النحوي، والتوهيم المنطقي، والتفسير الأخلاقي للحياة، والنظرة المانوية للوجود..إلخ. وحسب نيتشه فلقد لعب القسّ أو اللاهوتي دورا حاسما في إنتاج الأوهام الضرورية التي مكّنت من انتصار القوى الارتكاسية على القوى الفاعلة وبسط هيمنتها على العالم. تصبح القوى الارتكاسية مهيمنة حين تكفّ ردود أفعالها أن تكون مفعولا بها فتصير محسوسة. وهذه الصيرورة الارتكاسية للقوى يمكن فهمها بسهولة إذا ما حاولنا مقارنة النموذج الارتكاسي بالنموذج الفاعل. فإذا كان النموذج الفاعل هو ذلك الذي يتشكّل جهازه النفسي من منظومتين منفصلتين عن بعضهما هما : الوعي واللاوعي، حيث يحول هذا الانفصال دون اختلاط المنظومتين، فيمنع بذلك اكتساح اللاوعي للوعي، ومن اجتياح ذاكرة الآثار اللاواعية لذاكرة الإثارة الواعية. والقوة التي تبقي على هذا الفصل بين المنظومتين وتعيد في كل لحظة تكوين سيولة الوعي والمحافظة على يقظته وطراوته هي ملكة النسيان. وهي قوة فاعلة لأنها بمثابة "جهاز تلطيف" un amortisseur يحول دون اختلاط اللاشعور بالشعور، ويمدّ الوعي بالطاقة الضرورية لاشتغاله وتجدّده، ويستعير تلك الطاقة من اللاشعور [12]. والكائن الذي يتضرّر لديه جهاز التلطيف هذا الذي هو ملكة النسيان ولا يعود قادرا على الاشتغال يشبه المريض المصاب "بعسر الهضم" un dyspeptique [13]، بحيث لا يتوصل إلى إنهاء أي شيء. فضعف ملكة النسيان يجعل الإثارة تختلط بأثرها في اللاوعي، فيكتسح ردّ الفعل على الآثار منطقة الوعي، فيصبح ردّ الفعل ذاك محسوسا به ويكفّ أن يكون مفعولا به. ومن ثمة لا تعود القوى الفاعلة قادرة على الفعل فتحرم من شروطها فلا تستطيع ممارسة نشاطها بحرية فيجري فصلها عما تستطيعه.
ليست الضغينة إذن سوى استحواذ الأثر على الإثارة، وردّ الفعل على الفعل، واللاوعي على الوعي. والعرض الرئيسي للضغينة هو العجز عن النسيان. فكل الأحداث المؤلمة تترك آثارا، والذكريات تصير جرحا متقيحا[14]، فيجثم الماضي بكل ثقله على الحاضر، فتصبح الذاكرة مشدودة إليه ومقيّدة بصورة من صوره. وهكذا فإذا كان النموذج الفاعل يتحدد بملكة نسيان فاعلة، وبالقدرة على تفعيل ردود فعله وتصعيد معاناته؛ فإن النموذج الارتكاسي يتحدد بتضخّم الذاكرة، وبسيادة رد الفعل، وبالكراهية للزمن والصيرورة والتطور. وبصفة عامة فالنموذج الارتكاسي يتصف بالسمات والخصائص التالية:
أوّلها: العجز عن التقدير والمحبة [15]. فكائن الضغينة يضمر الكراهية لكل ما هو مدعاة للمحبة والتقدير من قبل الآخر. وهو يعمل على تصغير الأشياء بواسطة تأويلات دنيئة. وهو أيضا متشائم لا يني يرى الأفخاخ مزروعة في كل مكان. والمذهل فيه أكثر هو خبثه ونية الإيذاء لديه، وقدرته الهائلة على التبخيس حيث يجعل من المصيبة شيئا رديئا، ويتهم الناس ويوزّع المثالب[16].
ثانيها: السلبية la passivité. في الضغينة تظهر السعادة في صورة مخدّر وعطالة واسترخاء للروح والجسد، أي باختصار تظهر في صورة سلبية [17]. وليست السلبية سوى انتصار ردّ الفعل على الفعل. وكائن الضغينة لا يحب ولكنه يريد أن يكون محبوبا، لا يروي عطش غيره ولكنه يريد أن يروى عطشه. إنه باختصار مصاب ب "عسر هضم" لذلك وجدناه يبدي قابلية قوية للتأثر. وهو يقدّر كل شيء تبعا للربح والكسب. بل لم تستطع الضغينة أن تهيمن على العالم إلاّ عن طريق تغليب الكسب على البذل، وتحويل الربح من كونه مجرد فكرة أو رغبة إلى نظام اقتصادي واجتماعي ولاهوتي
ramz
ramz
vip المنتدى
vip المنتدى

انثى
عدد المساهمات : 146
نقاط : 5807
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/06/2009
الموقع : مصر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى